مضادات الأكسدة لدى الحوامل تحمي الأجنة من البدانة

سمنة الأطفال تسببها الأم الحاملوجدت دراسة أن زيادة تناول الحوامل للمواد الدسمة يترافق مع زيادة نسبة البدانة لدى الأطفال. فقد أظهرت الدراسات على حيوانات التجربة أن تناول الحوامل للأغذية الغنية بالمواد الدسمة والأغذية الغنية بالسكريات تسبب زيادة في الشدة التأكسدية (زيادة تراكم الجذور الحرة) خلال الحمل، مما يزيد من خطورة تعرض الأطفال للبدانة والداء السكري بعد الولادة. وقد أظهرت هذه الدراسة أن إعطاء مضادات الأكسدة لحيوانات التجربة قبل وأثناء الحمل ساعد على إنقاص خطورة البدانة وتحمل الغلوكوز لدى الأبناء بعد الولادة.

إذا ما أظهرت الدراسات نفس النتائج عند البشر يكون العلماء قد وجدوا طريقة لإنقاص مشكلة البدانة بين الأطفال. ونحن جميعاً نعلم وجود فترة هامة خلال تطور الجنين تؤثر على إصابته لاحقاً بالبدانة. وإذا ما تمكنا من إنقاص الحالة الالتهابية والشدة التأكسدية لدى المرأة الحامل قد نتمكن من لإنقاص خطورة إصابة الطفل بالبدانة في مرحلة لاحقة من حياته.
الشدة التأكسدية هي حالة تزداد فيها كمية الجزيئات الحاوية على الأكسجين العالي التفاعل (كما في الجذور الحرة ومواد كيميائية أخرى) عن قدرة الجسم على التحكم بالأذى البيولوجي للخلايا. ومن المعروف أن البدانة ترتبط مع الشدة التأكسدية وبشكل خاص عندما تسبب الشدة التأكسدية حالة التهابية. كما أنه من المعروف أن البدانة تسبب بيئة استقلابية غير طبيعية أثناء الحمل.
تشير هذه الدراسة إلى أن زيادة تناول المواد الدسمة تزيد من الشدة التأكسدية خلال الحمل وتزيد معدل البدانة لدى الأبناء. كما جرى اختبار إذا ما كانت الحمية الغنية بمضادات الأكسدة ستحمي الأبناء من الإصابة بالبدانة.
تم تقسيم حيوانات التجربة إلى مجموعتين وتم إعطاء المجموعة الأولى طعاماً غنياً بالمواد الدسمة والكربوهيدرات وتم إعطاء المجموعة الثانية أغذية أكثر توازناً. وتمت إضافة مضادات الأكسدة للأغذية لدى حيوانات المجموعتين.
وجد أن الأبناء لدى المجموعة التي تتناول الأغذية الدسمة والغنية بالكربوهيدرات كانوا أكثر عرضة للشدة التأكسدية وأكثر تعرضاً للإصابة بالبدانة وتحمل الغلوكوز. ولكن عند إضافة مضادات الأكسدة إلى النظام الغذائي وجد انخفاض نسبة الإصابة بالبدانة وتحمل الغلوكوز لدى الأبناء حتى ضمن المجموعة التي تتناول المواد الدسمة والغنية بالكربوهيدرات وتستمر هذه التأثيرات خلال أول شهرين من الحياة.
كما أظهرت هذه الدراسة أن إنقاص الشدة التأكسدية والالتهاب والبدانة لدى الأمهات تساعد على التخلص من البدانة والعديد من المشاكل الصحية لدى الأبناء. لكن يجب إجراء المزيد من الدراسات لتحديد الآلية التي تؤثر فيها الأكسدة أو الالتهاب على النسج الدسمة. كما أنه لا يمكن تعميم النتائج التي ظهرت عند حيوانات التجربة على البشر قبل إجراء دراسات سريرية ولكن سواء أكانت النساء حوامل أو لا يفضل أن يقمن بتناول كميات كافية من مضادات الأكسدة وخاصة الفيتامينات المضادة للأكسدة.