أضواء (إل.إي.دي) LED " " تسرق النوم من عيوننا

تصنيف أولي: 

الصمام الثنائي الباعث للضوء أو بالانكليزية (Light Emitting –Diode) اختصارا LED "  " هي مصدر ضوئي مصنوع من مواد أشباه الموصلات تبعث الضوء فيما يمر خلاله التيار الكهربائي .

تم اختراع أول مصابيح LED الزرقاء في بداية التسعينات من القرن الماضي , لقد اخترع العلماء اليابانيين إيسامو أكازاكي و هيروشي أمانو و الأمريكي - الياباني شوجي ناكامورا مصدرا جديد للضوء فعالا و صديقة للبيئة هو مصباح LED (إل.إي.دي) , وقد أعلنت الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم في ستوكهولم أنهم قد استحقوا جائزة نوبل للفيزياء لعام 2014 لتطويرهم الصمامات الثنائية الباعثة للضوء الأزرق التي تتمتع بكفاءة عالية.

و هي من أكثر المصابيح توفير لاستهلاك الطاقة , كما تتميز بصغر حجمها وطول عمرها و سعرها المقبول .

وتكون أكثر شيوعا باللون الأزرق و الأخضر و الأحمر و بالجمع بين الألوان الثلاثة تم الحصول على جيل جديد من المصابيح البيضاء الساطعة .

حسب ما أفاد الموقع الالكتروني لجريدة الأطباء الألمان " ارتسته تسيايتونغ " أن مصابيح LED كانت تستخدم في الماضي في السيارات فقط أما الآن فقط أصبحت منتشرة في أجهزة التلفزيون و شاشات الكومبيوتر و الهواتف الذكية بالإضافة إلى إضاءة الحجرات و القاعات .

لكن كيف يمكن لها أن تؤثر على نمط نومنا ؟

نوهت دراسة بريطانية مؤخرا أن عدد من ينامون أقل من سبع ساعات في الليلة الواحدة يصل لحوالي 60 % و أحد أهم الأسباب في ذلك هي أضواء (إل.إي.دي) .

أكد خبراء الصحة بكلية هارفارد الطبية حيث ذكر فيها البروفيسور الاستشاري في طب النوم " شارليز تشياسلر " أن الوهج القوي المنبعث من هذه الأضواء الاصطناعية يتضمن موجات كهر مغناطيسية زرقاء و خلايا شبكية العين ذات قدرة عالية على التماس هذه الموجات و تحويل ذلك إلى الدماغ بسرعة كبيرة فتعمل هذه الموجات عملا مماثلا للكافيين فتعمل على تحفيز و إثارة الخلايا و المراكز العصبية فتنشط الأعصاب المحفزة لليقظة و بالتالي تؤدي إلى زعزعة و تعطيل الإيقاع البيولوجي في الجسم فيسبب اضطرابات في النوم و تقلبات في المزاج .

بالإضافة إلى ذلك فإن هذه الموجات تعمل على تقليص إفراز الدماغ للمواد الكيميائية ( الناقلات العصبية ) و بالتالي تخفض إنتاج مادة الميلاتونين أو ما يسمى بهرمون النوم (الذي يفرز من الغدة الصنوبرية) وهو مسئول عن تنظيم الساعة البيولوجية في جسم الإنسان وذلك بإصدار أمر للدماغ لأشعارنا بالنوم , وبالتالي التعرض لهذه الأضواء لفترة طويلة خلال اليوم وخاصة في المساء في الوقت الذي يفترض أن تعلو فيه نسبة إنتاج الميلاتونين يخدع الدماغ و يجعله يشعر كأن النهار قائم و بالتالي يزداد نشاط وحيوية الجسم فيسبب الأرق الشديد .

و في دراسة أخرى قامت بها (( National Academy Of Sciences تبعتها دراسة في جامعة لندن قالت البروفيسورة آني ماريا تشانغ التي قادت الدراسة الطبية : بعد إجراء تجارب على عينة عشوائية من الأفراد أن الأشخاص الذين يستعملون الكمبيوترات اللوحية و الكتب الالكترونية قبل الخلود إلى النوم استغرقوا وقت أطول حتى يناموا وذلك بسبب التعرض للموجات القصيرة التي يطلقها الضوء المنبعث من هذه  الأجهزة الإلكترونية وبالتالي انخفض لديهم إنتاج مادة الميلاتونين إلى النصف مما سبب خلل في الساعة البيولوجية الطبيعية في جسم الإنسان و أثر على مسار نومه المنتظم .

و مع تكرار هذا الأمر يوميا و عدم الحصول على القسط الكافي من النوم سيكون السبب في العديد من مشاكل الجسم الصحية مثل السمنة و السكري و الصداع و الإجهاد العصبي و التعب و أمراض القلب و الاكتئاب و النقص في التركيز .

لوحظ عند الأطفال بالإضافة للاضطرابات السابقة الإصابة باضطراب فرط الحركة ((hyperactivity بسبب النشاط الزائد و قلة النوم مما يؤدي إلى تشتيت الانتباه و النقص في التركيز بالإضافة إلى تأثيرها على الذاكرة على المدى الطويل بسبب إجهاد الدماغ .

لذلك يجب العمل على تجنب الإضاءة المرتفعة جدا في حلول المساء و إن كان لابد منها يجب البدء تدريجيا بخفض الأنوار العالية , تجنب النوم أمام شاشة التلفاز , عدم استخدام الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية قبل الخلود إلى النوم و على وجه الخصوص بالنسبة للأطفال التقليل من ممارسة الألعاب الإلكترونية .

هذه الدراسات لم تتبناها حتى الآن منظمة الصحة العالمية و لا منظمة إل FDA  لأن الموضوع مازال قابل للبحث و الدراسة مستقبلا.

لقد تم تصديق هذه الدراسة و المعلومات من قبل مدير الصحة في محافظة حلب السيد الدكتور محمد الحزوري والسيدة نائبة مدير مشفى زاهي أزرق دكتورة الأعصاب ميريلا حلبي .

 

 إعداد و تقديم الصيدلانية : ديانا عرفه