الأطباء الصينيون في خطر

تصنيف أولي: 

الأطباء الصينون في خطر

أصبح الطب عملاً خطيراً في الصين، فقد أصيب طبيب صيني وممرضة بجروح قاتلة بعد طعنات سددها لهما ابن أحد مرضى السرطان الذين توفوا منذ أكثر من 13 سنة، كما أصيب طبيب أطفال إصابات بليغة بعد أن قفز من نافذة في الطابق الخامس هرباً من أهالي طفل وليد توفي تحت رعايته.
تكمن المشكلة في وجهة النظر التي يملكها الناس تجاه الأطباء في الصين، فهم يرون أن الأطباء والمشافي يتآمرون بالقيام بتحاليل وعلاجات غير ضرورية لزيادة فاتورة العلاج، كما أن الأطباء يقبلون مغلفات حمراء (رشاوى وهدايا غير قانونية). ويلوم المرضى الأطباءَ على تدهور الخدمات الصحية بسبب الإهمال ونقص الخبرة.
 
 
كان هناك مقولة في الصين القديمة: "كن إما رئيس وزراء جيد أو طبيباً ممتازاً"، وفي الصين الحديثة كان الناس ينظرون إلى الأطباء والممرضات كأنهم "ملائكة بيضاء"، أما الآن فوجهة النظر قد تغيرت.
للإعلام الصيني دور هام في تحريض الجماهير ضد الأطباء، فقد اتهمت ظلماً صحيفةُ "المدينة الجنوبية اليومية" (من أكثر الصحف انتشاراً) طبيباً بأنه عالج مريضة بواسير بخياطة وإغلاق فتحة الشرج تماماً. كما ذكر التلفزيون الصيني المركزي CCTV بأن مشفى بكين الأول يسمح لطلاب الطب بالقيام بالعمليات الجراحية غير الشرعية مما تسبب بوفاة أحد المرضى، رغم أن المشفى ووزارة الصحة أوضحا أن العمليات تجرى تحت إشراف ومراقبة من قبل الأطباء المختصين بشكل قانوني، إلا أن الثقة بالمشفى قد اهتزت.
إن معظم المشافي الصينية مملوكة للدول وكانت تحصل على التمويل من الدولة قبل عام 1985، لكن بعد إجراء الإصلاحات في الصين، أصبح كمية التمويل قليلة مما يضطر المشافي إلى الاعتماد على كلفة التشخيص والعلاج لتسيير أمورها، مما يدفع الكثيرين إلى المبالغة بإجراءات التشخيص والعلاج. وهذا ما دفع بالحكومة الصينية إلى زيادة مخصصات المشافي عن طريق رفع الضرائب على شركات الأدوية. ومن ناحية أخرى فإن رواتب الأطباء المتواضعة قد دفعت العديدين إلى الابتعاد عن مهنة الطب إلى مهن أخرى أكثر ربحية.
تسعى الحكومة الصينية في هذه الأيام إلى إجراء تعديلات في القوانين الناظمة لمهنة الطب، عسى أن تسبب هذه الإصلاحات عودة مهنة العلاج إلى سابق عهدها.
مجلة لانسيت

منشور في العدد السادس من جريدة أخبار الطب

 

مواضيع لها علاقة:

العدد 12

العدد الخامس مجاناً