دراسة عن نسب الإصابة بالإيدز بين النساء العاملات بالدعارة

تصنيف أولي: 

نسب الإصابة بالإيدز بين العاهرات(إيفارمانيوز) - من المتوقع ارتفاع نسبة الإصابة بالإيدز بين النساء اللواتي يعملن بالدعارة مقارنة بالأطياف الاجتماعيّة الأخرى، إلا أنّه لم يتمّ توثيق هذه النسب وبقي الموضوع في إطار التوقّعات والتقديرات حتى وقت قريب خصوصاً في الدول الفقيرة والمتوسّطة، إلى أن جاءت دراسة جديدة متفرّدة استطاعت إعطاء نسب دقيقة عن معدّل الإصابة بين العاهرات في هذه الدول. الدراسة التي نشرت على صفحات Lancet Infectious Diseases استندت على أكثر من مائة دراسة سابقة قامت على حوالي مائة ألف عاملة في الدعارة في خمسين دولة مختلفة، لخّصت نتائجها بأنّ نسبة النساء العاملات بالدعارة والمصابات بالإيدز في الدول الفقيرة والمتوسّطة تبلغ 12%، أي بعبارة أخرى، فإنّ المومس في هذه الدول هي أكثر عرضة للإصابة بالإيدز بمعدّل أربعة عشر ضعفاً مقارنة بغيرهم من النساء.

يقول مؤلّف الدراسة: "حدّدنا نسبة الإصابة بالإيدز بين النساء العاملات بالدعارة ووجدنا أنّه  أعلى بكثير مقارنة بغيرهن ممن هنّ بعمر التكاثر في الدول الفقيرة والمتوسطة، ورغم أنّه من المعلوم سابقاً أنّ النساء العاملات في مجال الجنس هم الأكثر تعرضاً للإصابة، إلا أنّ مدى اتساع هذا الخطر لم يكن موثّقاً قبل دراستنا"

وبتفصيل أكبر، فقد وجدت الدراسة ترواحاً في النسب بين دولة وأخرى، ففي بعض الدول التي يتّسع فيها انتشار الإيدز، فاقت نسبة المومسات المصابات الـ 31%، وباعتماد التقسيم القارّي، فقد أشارت الدراسة أنّ احتمال إصابة المومسات بلغ مداه الأكبر في الدول الآسيويّة، إذ بلغ حوالي 29 ضعفاً مقارنة بالنساء الأخريات، بينما انخفضت هذه النسب في دول أفريقيا وأمريكا اللاتينيّة، إذ كان احتمال إصابة المومس بالإيدز في هذه الدول هو 12 ضعفاً مقارنة بالنساء الأخريات.

وفي شرح هذا التفاوت، فإنّه يعني أنّ النساء العاملات في الدعارة في آسيا يشكلن بؤرة مركّزة جداً لفايروس نقص المناعة، بينما ينتشر هذا الفايروس بشكل عرضاني أكثر بين فئات المجتمع المختلفة في أفريقيا وأمريكا اللاتينيّة، أي يمكننا أن نبسّط بالقول مثلاً "في آسيا احذر العاهرة، وفي أفريقيا وأمريكا اللاتينيّة احذر النساء".

اليوم، وبعد مرور ثلاثين عاماً على بدء انتشار الإيدز، يمكننا أن نقول أن تعدد الشركاء الجنسيين للمومسات،كما الاضطهاد والاستغلال والعنف الذي يتعرضن له، مترافقاً مع الفقر وضعف الثقافة الطبيّة وإمكانات الوصول إلى المساعدة الطبيّة، يجعل منهنّ -بديهياً- ناقلات محتملات للإيدز، إلا أنّ نسب إصابتهن (وبالتالي نقلهنّ) للإيدز بلغ بحسب الدراسة مستويات مرعبة، لذا فإنّ الحاجة لاتخاذ اجراءات سريعة تحدّ من انتشار المرض تبدو ملحّة جداً.

"هذه النتائج تقترح الحاجة الملحّة للتدخّل من أجل تيسير وصول هؤلاء النساء إلى البرامج والخدمات الطبيّة ذات الكفاءة في مكافحة الإيدز، إذ أنّ نسبة الإصابة الكبيرة للنساء العاملات في الدعارة تؤشّر إلى إمكانيّة انتقال العدوى إلى عدد كبير من الشركاء الجنسيين الذين يقصدونهن كزبائن" يقول المؤلّف.