الجنس وأمراض القلب

تصنيف أولي: 

الجنس وأمراض االقلبلا تزال المعلومات المتوفرة حول علاقة الفعالية الجنسية وقصور القلب الاحتقاني قليلة نسبياً. وغالباً عند التشخيص المبكر والمعالجة الصحيحة للمرضى يمكن لمريض قصور القلب الاحتقاني أن يحصل على حياة جنسية طبيعية، كما يمكن أن تتم لديه معالجة فشل الانتصاب بواسطة السيلدينافيل (الفياغرا) ما لم تكن لديه مشكلة نقص تروية قلبية ويجب أن لا يكون من المرضى الذين يتناولون النترات ضمن نظام المعالجة. ومن المهم أن يكون هناك حوار بين المريض والطبيب حيث يخاف المريض غالباً من حدوث أزمة قلبية أثناء ممارسة الجنس ويعيقه ذلك من الاستمتاع بحياة جنسية صحية.

يوجد الكثير من المعلومات الطبية حول الفعالية الجنسية لدى مرضى الذبحة الصدرية ولدى مرضى الاحتشاء القلبي ولدى مرضى الشرايين الإكليلية المزمنة أو زراعة القلب. لكن المعلومات المتوفرة عن الفعالية الجنسية لدى مرضى قصور القلب الاحتقاني لا تزال قليلة جداً.
الفعالية الجنسية والاستقلاب
تتضمن الفعالية الجنسية أربعة مراحل، مرحلة الراحة ومرحلة المداعبة foreplay ومرحلة التنبيه ومرحلة النشوة. ولدى الأصحاء يزداد معدل ضربات القلب وضغط الدم بشكل ملحوظ خلال كل مرحلة. فقد تبلغ سرعة ضربات القلب 140 – 180 ضربة في الدقيقة. ويزداد كل من ضغط الدم الانقباضي والانبساطي فقد يصل إلى 160/90. كما يزداد معدل التنفس ومعدل استهلاك الأكسجين.
لدى مرضى قصور القلب الاحتقاني يزداد معدل ضربات القلب أيضاً كما يزداد ضغط الدم والضغط الرئوي. وتعود هذه الاختلافات إلى تأثيرات الجهاز العصبي الودي إضافة إلى التأثيرات العاطفية والنفسية (الخوف، القلق، والتوتر) التي يتعرض لها مريض قصور القلب الاحتقاني خلال الفعالية الجنسية.
الوظيفة الجنسية وقصور القلب الاحتقاني
أظهرت الجمعية الأمريكية لأمراض القلب أن هنالك 4.9 مليون شخص في الولايات المتحدة مصابون بقصور القلب الاحتقاني. وعند تقدم المرض تزداد معاناة المرضى من الدوار، وقصر التنفس، وتسرع القلب، أو الذبحة الصدرية. وتنقص نوعية الحياة وقد يؤثر ذلك على الفعالية الجنسية.
أجريت إحدى الدراسات على مرضى قصور القلب الاحتقاني في المرحلة الثالثة أو الرابعة وقد وجد انخفاض أو غياب الرغبة الجنسية لدى 73% من المرضى، كما لوحظ انخفاض الفعالية الجنسية لدى 76% من المرضى، وقد لوحظ نقص الرضى والسعادة خلال ممارسة الجنس لدى أكثر من نصف المرضى، كما أن 58% من المرضى سجلت لديهم حالات عدم القدرة على ممارسة الجنس متكررة أو دائمة.
في دراسة أخرى شملت 63 مريضاً مصاباً بقصور القلب الاحتقاني وجد أن 62% من المرضى انخفض لديهم تواتر القيام بالفعالية الجنسية بشكل خفيف أو شديد. كما أن 30% من المرضى توقفوا عن ممارسة الجنس بشكل تام، وحوالي 22% من المرضى لم يعد لديهم أي اهتمام بممارسة الجنس، وحوالي 59% من المرضى كان لديهم مشاكل جنسية مستمرة.
لا تزال المعلومات المتوفرة لدى الطبيب قليلة حول النصائح التي يمكن أن يقدمها لمريض قصور القلب الاحتقاني حول حياته الجنسية لكن من الأمور الضرورية لدى هؤلاء المرضى اختيار الوضعيات الجنسية التي لا تتطلب بذل جهد كبير، كما يجب التوقف أو الاستراحة عن ظهور أعراض عسر التنفس، كما ينصح بإطالة فترة المداعبة مما يسمح للمريض والشريك بتقدير قدرة المريض على تحمل التمارين الرياضية ولتقدير إذا ما كان قادراً على القيام بالفعالية الجنسية أم لا.
في العدد القادم سيتم الحديث عن وسائل معالجة فشل الانتصاب لدى المرضى المصابين بقصور القلب الاحتقاني.