المعهد المتوسط الصحي في حلب

تصنيف أولي: 

ينظر للمعاهد المتوسطة في سورية على أنها الخيار الثاني أو أنها دون المستوى، وأن خريجها أقل شأناً. أما في الدول المتقدمة فإن المعاهد هي حجر أساس لكل القطاعات، وخريجوها ثروة لا يتم التقليل من قيمتها.

معهد حلب الطبيتنتشر المعاهد المتوسطة في كل أرجاء الجمهورية العربية السورية، ويبلغ عددها 199 معهداً مختلفاً، أغلبها تابع للجامعات الحكومية. وقامت جريدة أخبار الطب بزيارة لأحد أكبر هذه المعاهد وهو المعهد الصحي بحلب، وقامت بإجراء مقابلة مع مديره د. فهد صباغ الذي أفادنا بالكثير من المعلومات. فالمعهد الصحي في جامعة حلب تابع لوزارة التعليم العالي من الناحية الأكاديمية، وتابع لوزارة الصحة من الناحية الإدارية والمالية، مما يجعله مثالاُ يستحق أن نتابعه.

المعهد الصحي فيه سبع اختصاصات علمية صحية هي:

  • اختصاص الصيدلة الذي يجهر الطلاب ليكونوا مساعد صيدلي.مخبر النظارات

  • اختصاص النظارات وهو اختصاص إجباري لكل من أراد العمل في مخبر لتصليح وصيانة النظارات.

  • اختصاص الصحة العامة وهو اختصاص يفيد في تقديم المشورة الصحية والغذائية لأفراد المجتمع.

  • اختصاص المعالجة الفيزيائية الذي يسمح لخريجيه تقديم المعالجة الفيزيائية لضحايا الحوادث المسببة للإعاقات أو لمرضى الإعاقات الجسدية.

  • اختصاص التخدير (مساعد طبيب مخدّر)مخبر مساعد الصيدلي- معهد صحي

  • اختصاص الأشعة (تصوير شعاعي)

  • اختصاص مخابر (مساعد مخبري)

وقد سألنا مدير المعهد الصحي عن حجم المعهد، وهل يكفي حقاً لكل هذه الاختصاصات فقال لنا:

ج: إن المعهد الصحي يحوي أكثر من 1000 طالب من مختلف المحافظات السورية، منهم 650 طالب في السنة الأولى والباقي في السنة الثانية. ونحن لا نأخذ أكثر من قدرتنا الاستيعابية، ونتفق مع وزارة التعليم العالي على الأعداد التي نقبلها حسب قدرتنا وإمكاناتنا. لكن ما حدث هو أننا انتقلنا من المقر القديم إلى مبنى جديد تماماً منذ فترة قصيرة، وأخبرنا الوزارة بأننا نستطيع استقبال أعداد أكبر من الطلاب وهو ما فعلناه هذا العام.

س: لكن الزيادة ليست بتغيير المكان فقط، فهل لديكم الكادر والمعدات الضرورية للتعامل مع كل هؤلاء الطلاب؟قاعة تدريس- المعهد الصحي في حلب

ج: لدينا أكثر من 30 طبيب للتدريس في مختلف الاختصاصات، كما يشرف على كل اختصاص عدد من الأطباء بشكل دائم، فمثلاً في اختصاص المخابر هناك د. رانيا دهنة ود.محمد حرك، وفي اختصاص الأشعة طبيبان، وفي اختصاص الصيدلة صيدلانيان وهكذا.

كما أن المعهد فيه 14 قاعة للتدريس النظري (سبع اختصاصات لسنتين دراسيتين)، و11 مخبراً للعملي (لكل فرع مخبر على الأقل). بالإضافة لقاعة مطالعة ومكتبة. وتتوفر لنا كل المواد المخبرية التي نطلبها.

س: دعونا نسألكم السؤال المحرج، هل خريجوكم على مستوى جيد؟

ج: إن خريج المعهد الصحي على مستوى عالي من التدريب والمعرفة الاختصاصية. ونحن لا نقف عند تقديم المواد العلمية بقسميها النظري والعملي، بل نجبر الطلاب على ممارسة الحياة العملية في معسكرات تدريبية يجريها الطلاب كل حسب اختصاصه في مخابر المشافي أو الصيدليات أو غيرها. ونسبة النجاح لدينا تتراوح بين 60-80%، مما يدل على جديتنا في التدريس.

وخريج المعهد رغم أنه يقضي عامين فقط من الدراسة، إلا أنه يدرس بجدّ وعلى مستوى عالي، خاصة أن نسبة 3% من طلابنا المتفوقين يكملون الدراسة الجامعية في الكليات الحكومية. وأن كل طالب لديه مجموع أكثر من 80% يستطيع الالتحاق بالجامعات الخاصة. وهذا يخلق روح منافسة وحماس علمي هام.

إن علامات المادة تقسم 20% للعملي، و80% للنظري الذي يشمل 40 علامة للمذاكرات والنشاط والشفهي و40 علامة للامتحان الكتابي. لكن في الفصل الماضي صدر قرار بجعل علامة المادة النظري هي 100% من نسبة علامة المادة، وعدم حرمان الطلاب بسبب الغياب. وهو ما أنقذ الكثير من الطلاب من عواقب مأساوية على دراستهم ومستقبلهم. وحالياً فإننا نقدم الامتحانات العملية بغض النظر عن الحضور كما طلبت الوزارة منا، على أن يتم تقرير الحلول المناسبة لمشكلة الغياب والحرمان قبل الامتحان النظري في 17 أيار من قبل الوزارة.قاعة المعهد الصحي-

أما موضوع المشاكل الطلابية، فنحن نفتخر بأننا نتعامل مع الطلاب كأنهم أخوة لنا، ونقدم لهم كل المستلزمات. حتى أننا نقدم مفردات المواد مصورة للفقراء من الطلاب بشكل مجاني، ونفرض على أساتذتنا أن يملوا المعلومات على الطلاب لكي نوفر على الطالب كلفة النوط والكتب. طبعاً، يستغيث المدرسون ويطلبون ألا ندلل الطلاب لهذه الدرجة فهم يطمعون أكثر، لكن الجو بشكل عام خالي من التوترات في المعهد، ولم تقع أية مشاكل والحمد لله، والتعامل بروية وبهدوء أدى لتجاوب الطلاب كلهم واستيعابهم أن الجامعة لهم وأننا كلنا أسرة واحدة.

والتقينا بالدكتورة المخبرية رانية دهنة والمُدرسة أيضاُ في المعهد وحدثتنا عن قسم المخبر التابع للمعهد الصحي قائلة :

منذ سنتين استلمت مادة الكيمياء السريرية في قسم المخبر التابع للمعهد الصحي بناءً على رغبة ذاتية مني في ممارسة مهنة التدريس ، أنني أشعر أن التواصل مع العلم له طرق عدة ومن أهمها نقله ، فأنت أثناء نقلك للعلم تتعلم أكثر فتكون قد أرضيت الخالق وحققت النفع للمجتمع .

إن مادة الكيمياء السريرية هي عصب المخبر من أتقنها أتقن فن العمل المخبري بالإضافة لمادة الدمويات الهامة أيضاً ، وإن مهنة التدريس يقول البعض أنها متعبة لكن أنا شخصياً لا أجدها كذلك لأنني مستمتعة بأدائها كما أني أشعر بمحبة كبيرة لطلابي وطالباتي خاصة المتجاوبين منهم والمجدين وأشعر أن تواصلي معهم يعطيني سعادة غامرة وأتمنى أن يكونوا على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقهم فهم شباب الغد وهم من سيبنون وطننا الحبيب ، وأحب دائما أن أذكرهم بحب الوطن من خلال تماسكهم بالمبادئ والأخلاق والحرص دائماً على المثابرة والجد والله يوفقني معهم لنقدم ما يحتاجه منا وطننا الغالي .

هذا ما كان من حديثنا الصريح مع مدير المعهد الصحي بجامعة حلب. ولكم أن تشاهدوا صوراً من هذا المعهد لتروا بأم أعينكم ما نقصد بقولنا : هذا ما يجب أن تسعى المعاهد المتوسطة إليه.