بول البعير: موضة خطيرة جداً

 طفل يشرب بول البعير

في محاولة جديدة مغمسة بالاتجاهات السياسية الوهابية، أصدرت كلية الطب المحترمة في جامعة الملك سعود بحثاً يقول أن بول الإبل له فعالية في الحماية من النوبات القلبية والدماغية. وذلك بعد أن وجد له تأثير مثبط للصفيحات لدموية (المقصود علمياً يمنع تثر الدم وتلاصق الصفيحات أي مميع للدم)، وذلك في ما يشابه الأسبرين ودواء مميع آخر وهو بلافكس. وهذا التأثير غير موجود في بول الإنسان والبقر.

ويستمر الباحثون المميزون من السعودية بشرح فواذد بول الإبل كمضاد للسرطان، ومضاد للجراثيم والفطور ومضاد للوذمة ومعوض للبوتاسيوم والمغنيزيوم وعشرات الفوائد الأخرى. ويرفقون بحثهم بآيات من القرآن تذكر فيها الإبل، وطبعاً دون ذكر بولها أو أي من فوائد تناوله. لكن مما نراه، نتوقع إيجاد احاديث نبوية بهذا الخصوص قريباً.

وهذه "البحوث" لا علاقة لها بالأدب العلمي ولا بطريقة البحث الأكاديمي، وهي تدل على ميول محددة لدى الباحثين في استنتاج نتائج مسبقة الإعداد. فالبول (لأي كائن) يحتوي على مادة اليوريا، وهي علاج شعبي على الأقل في الشرق الأوسط والصين واليابان وأوروبا الشرقية لعدد لا يحصى من الأمراض كون اليوريا مادة سامة، فهي تقتل الجراثيم وديدان البطن والفطور الهضمية لذا هي تحسن من الهضم. كما أن استخدامه على الجلد مفيد كمطهر ومخفف للألم في حالة الحروق الشديدة (تأثير فوري)، كما يخفف الالتهابات في فروة الرأس ويقلل من تساقط الشعر والصلع.

إن التزام الباحثين بمادة واحدة وهي بول الإبل كان يمكن له أن يظهر نفس النتيجة لو كان البول بول حمار أو بول الملك السعودي نفسه. فكل البول له نفس التأثير، إلا أن تأثير بول البعير أقوى قليلاً في منع التخثر، حيث يجب شرب حوالي الليتر يومياً بدل حبة أسبرين 100مغ. ولكن تأثيره كمضاد لديدان البطن أقل بشكل مهول.

وأي شخص له علم بأساسيات الكيمياء الحيوية سيدرك مدى تفاهة البحث كون مكونات البول معروفة ومعروفة التأثير، وهي بشكل عام مواد مفيدة إذا استخدمت من أشخاص صحيحي الجسم، لكن يمكن الاستغناء الآن عن هذه المواد بمواد أخرى مثل أدوية أو أطعمة اخرى مفيدة وأقل إثارة للقرف وتسبباً بالعدوى والمرض. لكن الهدف الواضح من هكذا أبحاث وهو الدعاية لنوع محدد من البول لسبب خاص بنشر مذهب الديني يرفض التفكير والمناقشة العقلانية.

من ناحية أخرى فإن الدراسات الجديدة التي نشرت تقول بأن البعير في السعودية أصبحت تعتبر الخزان الحيوي للنوع الجديد من الإصابات الفيروسية (إنفلونزا السعودية - بعد أنفلونزا الخنازير والطيور)، وقد تم تأكد عشرات الوفيات نصفهم من السعودية. وقد أصدرت منظمة الصحة العالمية (WHO) تحذيراً صريحاً بهذا الخصوص تجاهلته السلطات الخليجية بشكل كامل. وفيما يلي أحد المواقع التي تناولت الموضوع

http://www.nydailynews.com/life-style/health/camels-suspected-deadly-mers-virus-outbreak-article-1.1422308