فيروس الإيبولا: الحمى النزفية الأفريقية

التقت أخبار الطب الطبيب محمد ماهر قتلان اختصاصي في الطب الوقائي والوبائي لمعرفة المزيد عن الايبولا

في البدء نحب أن نسأل ما هو مرض الإيبولا وما سبب الاهتمام الكبير به ؟

مرض فيروسي خمجي جهازي فجائي حاد ووخيم ومستوطن في البلدان الإفريقية وخاصة في وسط وغرب افريقية الاستوائية ، وبدأ المرض على شكل فاشيات منذ عام 1976 ولكن كانت الحالات محدودة، ولكن تتجلى أهمية الوباء الأخير الحالي بوجود عدد كبير للمصابين من فئات عمرية مختلفة ويصيب الأطفال بنسبة حوالي الربع وحدوث إصابات ووفيات عالية لدى العاملين الصحيين ( مثل الأطباء و كادر التمريض و المخبريين )،كما أثر على اقتصاديات البلدان الموبوءة بشكل كبير.فبالإضافة لوجود حالات سجلت في أفريقية فقد تم تسجيل حالات أيضاً خارجها وذلك في الولايات المتحدة واسبانيا.وحسب توقعات منظمة الصحة العالمية فمن الممكن أن يتضاعف عدد حالات الإصابة بالمرض كل أربعة أسابيع.

وفي سؤال عن ماهية فيروس المرض ؟أجاب 

فيروس الايبولا من عائلة فيروسات فيلوفيرداي ،ويوجد له خمسة أنواع وهي : فيروس ايبولا السودان-وايبولا زائير –وايبولا ساحل العاج أو(ايبولا غابة تاي)- ايبولا وبونديبوغو– وأخيراً ايبولا ريستون .
وفي سؤالنا للدكتور عن تظاهرات أعراض المرض وعن نسبة حدوث الوفيات الناجمة عنه ؟ أضاف:
كما ذكرت يحدث المرض بشكل فجائي..ويبدأ المرض بعد فترة حضانة تتراوح وسطيا من 1-3 أسابيع عادة و تبدأ بحدوث الحمى والوهن الشديد والصداع والآلام في العضلات والتهاب الحلق، وكذلك حدوث الأعراض الهضمية مثل الغثيان والاقياء والألم والمغص البطني ونقص الشهية والفواق(الحازوقة) والإسهال . وقد تحدث تأثيرات عصبية كالاختلاجات,والتخليط الذهني أو حدوث ضيق في النفس بشكل أقل تواتراً ويمكن أن تحدث إصابات جهازية في الكبد والكلية والقلب.
وتحدث الاندفاعات الجلدية بطفح جلدي على شكل كدمات أو فرفريات جلدية، وقد تحدث اختلاطات نزفيه داخلية أو خارجية . تحدث الوفيات بنسب تتراوح من 25-90% و خاصة في الأسبوعين الأوليين من بدء المرض . 

ماذا حول مستودع الفيروس هل هناك معلومات عن كيفية انتقاله ؟

إن مستودع المرض غير معروف حتى الآن بدقة ،ولكن ويكون مضيف الفيروس خفافيش الفاكهة والشمبانزي والغوريلا والقرود وكشف الفيروس في الخنازير أيضاً .
يحدث الانتقال عادة من شخص إلى أخر من خلال التماس مع دم ملوث أو مع مفرزات الشخص المصاب أومن التماس مع الجثث الناجمة عن المرض. ويحدث الانتقال أيضاً من الحيوانات المصابة إلى الأشخاص أثناء التعامل معها ويجب التنويه إلى تجنب التماس الجنسي بدون تطبيق الواقي لوجود الفيروس في المني حوالي سبعة أسابيع بعد الشفاء.
ظهرت تحذيرات مؤخراَ من تناول لحوم نيئة حسب بعض العادات في البلاد التي يستوطن المرض فيها. وأخيرا بالنسبة للانتقال لا تحدث العدوى في دور الحضانة للمرض ولكن المرض خطر جدا بعد ظهور الأعراض وتقدم المرض ولم يثبت انتقاله بالبعوض حتى الآن.

وعن كيفية تشخيص المرض؟ قال :

إن وجود الأعراض السريرية مع قصة تماس مع إنسان أو حيوان مريض أو مفرزاته يمكن أن توجه للمرض ويتم فحصها بإجراء اختبارات مخبرية ويلاحظ مخبرياَ ارتفاع خمائر الكبد ونقص في تعداد البيض والصفيحات في المصل. ويمكن كشف الفيروس بكشف أضدادIgM للفيروس. ويتم التشخيص بالطرق المخبرية مثل (اليزا) واختبار المستنسخة العكسية لتفاعل PCRويمكن أيضا عزل الفيروس وزرعه.

وفي سؤالنا للدكتور عن كيفية علاج المرض وعن إمكانية توفر لقاح للمرض؟ أجاب:

بالنسبة للعلاج: لا يوجد حتى الآن علاج أو لقاح محدد لحمى الإيبولا النزفية، وسيكون المصل المضاد للفيروس المستخرج من الناقهين قريباً ويمكن أن يكون الدواء مستخلصاً من الحيوانات المضيفة في الأسواق والأبحاث لإنتاج لقاح للمرض مازالت جارية.
ويمكن أن يؤدي تطبيق العلاج الداعم والمكثف للمرضى ودعم المناعة إلى إنقاص المضاعفات ،ولابد من علاج الإسهال و مكافحة الجفاف وإعطاء السوائل عن طريق الفم الماء2-3 ليتر يومياً و سوائل الإماهة بالحقن الوريدي و الشوارد الملحية حسب الحاجة وتطبيق الفيتامينات والعمل على منع حدوث الصدمة وتدبير الاختلاطات مثل حدوث قصور قلبي أو كلوي مرافق في المراكز الطبية المؤهلة .
ماذا عن النصائح حول الوقاية من مرض الكورونا و ماهي الإجراءات لمنع انتشاره بشكل عام ؟
كما ذكرت .. لا يتوفر لقاح متاح للمرض بالرغم من وجود بعض المعلومات عن قرب التوصل له ،ولابد من ذكر الإجراءات الوقائية وخصوصا ذات العلاقة بمكافحة الأمراض السارية المنتقلة عن طريق الدم ويعتمد ضبط المرض على الإجراءات الوقائية التالية:
أولا-الالتزام بتطبيق العادات الصحية وأسس النظافة الشخصية وخاصة الغسل الجيد لليدين،واستخدام المطهرات المعتمدة على الكحول، ويمكن تطبيق المطهرات في حظائر الحيوانات المضيفة (مثال :هيبوكلوريت الصوديوم).
ثانياً- لابد من إجراء ترصد فاعل وحجر للحالات المشتبه ولابد أيضا ًمن الإبلاغ للسلطات الصحية المعنية عن الحالات المثبتة في مختبرات مرجعية،وفي يجب الإبلاغ المسبق عند وجود حالات في وسائل النقل الدولية من أجل اتخاذ الإجراءات المناسبة في نقاط الدخول للبلد ومن الضروري عزل المريض في حجرة مغلقة مع وجود الخدمات الطبية الانتانية.
ثالثاُ-ضرورة منع التماس مع الحيوانات كالقردة والخفاش في الطبيعة ولابد من الحذر أيضا من قبل الأطباء البيطرين والعاملين في حظائر الحيوان والقصابين في مناطق المرض مع ضرورة لبس الوسائل الوقائية الفردية في حال التعامل معها لمنع انتشار المرض.
رابعا- - يجب استخدام وسائل الوقاية الفردية حين التعامل مع المريض أو مفرزاته أو تنظيف مكان وجوده أو التعامل مع الحيوانات أو جثث الموتى في المناطق المصابة من جراء المرض والوسائل المستخدمة هي الأقنعة الوجهية واللباس الواقي أو نظارات واقية للعين والقفازات الواقية واستعمال الأغطية للأحذية . 
خامسا-يجب تجنب السفر للبلدان المصابة إلا للضرورة وطلب المساعدة الطبية في حال التعرض وخاصة عند بدء ظهور الأعراض.و التأكيد أيضاً على طهي المنتجات الحيوانية جيدا ، والانتباه لأي طرد بريدي أومنتج ملوث بالدم صادر من الأماكن الموبوءة.
-سادسا. لابد من التخلص الصحي للمفرغات الخامجة والخارجة من المصاب كالبول والبراز والقيء واللعاب والمخاط وخصوصا الدموية منها ،والانتباه لعدم وصولها للجلد(وخاصة في حال وجود جروح )أو إصابتها للعين أوالجهاز الهضمي أو الجهاز الدموي، ولاننسى تطبيق وسائل الوقاية في حال الاتصال الجنسي حتى بعد الشفاء للمصاب. 
- سابعاً لابد من الحذر الشديد عند التعامل الدم الناجم عن المصابين الانتباه إلى وخز الإبر و المحاقن والإصابات الناجمة عن آلات حادة أخرى ودورها في انتقال الفيروس واتخاذ التدابير الوقائية حول الأمراض المنتقلة . وينبغي على العمال الصحيين الحذر من التعامل مع العينات المأخوذة من الأشخاص المشتبه في إصابتهم بحالات حمى الإيبولا..
ثامناً-لابد من دعم المناعة من خلال اتباع سلوك صحي مثل الرياضة وتخفيف التوتر من خلال تمارين الاسترخاء والنوم المبكر و اتخاذ تدابير صحية من غذاء متوازن ومكافحة التلوث البيئي والمهني.
تاسعا- الاهتمام بالتثقيف الصحي حول مخاطر المرض وإجراء حملات توعية عن كيفية الوقاية من الإصابة بالايبولا وإعداد برامج مرئية وإذاعية للإرشاد ودعم دور الإعلام في نشر المعلومات حول المرض وكيفية الوقاية منه.
و كما أحب أن أضيف أخيراً أنه لابد من تعاون الجهات الصحية المختلفة مع الجهات الدولية والمنظمات المعتمدة المعنية لمعرفة المستجدات المختلفة ومتابعة الإرشادات والتوصيات حول المرض وإمكانية تأمين الدعم في حالات الأوبئة وإيجاد الحلول حسب الواقع والإمكانيات المتاحة.
وفي النهاية نشكر الدكتور محمد ماهر قتلان على الحوار الغني حول مرض الايبولا واستقباله لنا في عيادته وقد شكرنا بدوره لنا
وتمنى لكادر العمل في أخبار الطب النجاح والتميز وتقديم المفيد والممتع دوما…

حاوره : أحمد عثمان عثمان