الهدر الدوائي

تصنيف أولي: 

مشكلة جوهرية تواجه القطاع الصحي ألا و هي الهدر الدوائي و هي لا تمس القطاع الصحي فقط بل يعاني منها المواطن أيضاً.

وهي مشكلة واسعة النطاق فلها أوجه عدة منها الهدر الدوائي المنزلي ؛ العديد من المرضى تكون الجرعة الكافية لعلاج مرضهم غير متناسبة مع كمية الدواء الموجودة في العبوة و بالتالي فإن المريض يضطر إلى شراء عبوة الدواء التي تكون في بعض الأحيان مرتفعة الثمن بدون أن يكون بحاجة للعبوة بكاملها فيحتفظ بهذا الدواء إلى أن تنتهي صلاحيته دون أن يضطر إلى استعماله مرة أخرى فينتهي الأمر به في سلة المهملات  و بذلك يتم فقد العديد من المواد الكيماوية  الثمينة.

ومن ناحية أخرى قيام بعض المرضى برمي الدواء في سلة المهملات بعد تجربته لمدة قصيرة دون ظهور نتائج فورية تدل على الشفاء فيقوم برمي الدواء و شراء دواء آخر وذلك يعود إلى غياب الوعي والتثقيف الدوائي في المجتمع .

بالإضافة إلى ذلك هنالك مشكلة الأدوية التي لا تحتاج إلى وصفة طبية ولكنها ضرورية التواجد في المنزل بشكل دائم مثل أدوية الإسهال أو الإقياء .....الخ  حيث يقوم المواطن بشراء هذه الأدوية بكميات كبيرة بهدف تخزينها في المنزل  فتنتهي مدة صلاحيتها أو تتخرب بسبب سوء التخزين فيضطر إلى إتلافها مما يؤدي إلى الهدر الدوائي و المادي.

يتم حاليا طرح العديد من الحلول الجديدة و المبادرات الشخصية لحل هذه المشكلة ومن هذه المبادرات قيام بعض الصيادلة بإقامة حمالات خيرية حيث يتبرع بعض المرضى بالكميات الزائدة من الدواء بعد انتهاء علاجهم للصيدلية حيث يقوم الصيدلي بعد التأكد من صلاحيته للاستعمال  بالتبرع بهذا الدواء للمرضى الغير قادرين على تحمل كلفته ولكن المبادرات الشخصية التي تتم من قبل الصيادلة تبقى محدودة لأنها غير تابعة لشركة خيرية تنظم هذا العمل لذلك يجب دعم هذه المبادرات من قبل الجهات المختصة و الجمعيات الخيرية  للمساعدة على تعميم هذا العمل , ولكن يوجد حل أخر و هو الحل الأفضل أن تقوم جميع الشركات الدوائية بتصنيع عبوات تحتوي على كميات من الدواء تتناسب مع مختلف أنواع الجرعات بحيث يتم تصميم عبوات دوائية بحجوم مختلفة و على حسب حاجة المريض وعلى الرغم من التكاليف التي ستقع على عاتق الشركات بسبب كثرة العبوات و لكن بالمقابل ستساهم في الحد من مشكلة الهدر للمواد الكيماوية المكلفة .

 ولذلك يجب على وزارة الصحة و كافة الأطراف المعنية من الشركات الدوائية ومن الصيادلة العمل على على توعية المرضى بالمراحل التي يمر بها الدواء وكم من الأموال والجهود البشرية صرفت على الدواء لذلك يجب نشر الوعي الصحي وأهمية الدواء من خلال الندوات العلمية و تكثيف برامج التوعية في وسائل الإعلام المختلفة و ذلك بهدف الحد من الهدر الدوائي .

  بقلم الصيدلانية: ديانا عرفه