في عالم الرياضيين نجد أن البعض يقوم بالتركيز على الماء، في حين أن البعض الآخر يقوم بوصف مشروبات الطاقة أو خلطات خاصة وسحرية. لكن الحقيقة أنه لا يوجد شيء لحد الآن ينافس الحليب. فأفضل ما يمكن أن يفعله أي شخص بعد الرياضة هو شرب كأس من الحليب.

فقد وجد الباحثون أن الحليب أكثر فائدة من أي مشروب آخر في تعويض السوائل والشوارد التي خسرها الجسم أثناء التعرق في التمارين.
فقد أشارت دراسة بريطانية أجريت في كلية بحوث الرياضة في جامعة Loughborough أن الحليب يعوّض الماء للجسم أكثر بأربعة مرات من الماء الصرف أو من أي مشروب طاقة مستخدم. وتقول خبيرة علم الأعضاء سوزان شيريفس أن الحليب غني بالصوديوم والبوتاسيوم وكثير من الأملاح الأخرى التي يخسرها الجسم أثناء عملية التعرق.  كما أن الحليب يحتوي مزيجاً خاصاً من السكاكر والشحوم والبروتينات، وهذا المزيج له مواصفات هامة تسبب محافظته على مياه الجسم لمدة أطول من أي مشروب آخر.
قامت الدراسة البريطانية بمتابعة مجموعة من الرجال والنساء في العشرينات من العمر، والذين قاموا بتمارين رياضية قاسية على الدراجة الثابتة في غرفة مرتفعة الحرارة.  ثم قاسوا مدى فقدانهم للسوائل والأملاح، وبعدها أعطوا أنواعاً مختلفة من السوائل وهي : الماء، مشروبات الطاقة ، الحليب.
نشرت نتائج الدراسة في المجلة البريطانية للتغذية، وأشارت إلى أن الحليب استطاع الحفاظ على توازن الماء والشوراد في الجسم لمدة أربع ساعات على الأقل. في حين أن الماء ومشروبات الطاقة قد أعطوا الجسم توازناً لمدة ساعة واحد فقط.
وتضيف الدكتورة شيريفس أن الحليب يعتبر خياراً منخفض السعر وعالي الفعالية لمساعدة أي شخص يمارس التمارين الرياضية  من مختلف الأنواع على استبدال مشروبات الطاقة المرتفعة الثمن. كما تتوفر أنواع منخفضة الدسم وخالية من الدسم في الأسواق والتي تساعد على الحصول على كمية قليلة من الحريرات وبالتالي تساعدنا على تخفيف الوزن.
والحقيقة أن الحليب بدأ يصبح عادة بين أقوى الرياضيين والأبطال الأولمبيين، فبطل السباحة مايكل فيليبس كان يشاهد دائماً وهو يشرب كأساًَ من الحليب وبعض الكاكاو (الشوكولا) بين كل جولاته وتمارينه، وقد فاز لوحده بثمان ميداليات ذهبية. ويبرر العلماء الاستجابة الكبيرة للرياضيين الذين يعتمدون على الحليب بأن التمارين الرياضية تستنزف مخزون العضلات من السكر. وأن الحليب يحتوي نوعاً من السكر يوفر بديلاً سريعاً وجيداً لسكر العضلات المفقود، وبالتالي يرمم نقص السكر سريعاً. وبالتالي نرى اعتماداً لكثير من المدربين الرياضيين على كأس من الحليب لترميم نشاط فريقهم الرياضية بين الشوطين في ألعاب مثل كرة القدم أو السلة أو الطائرة.
تشير دراسة من جامعة تكساس الأمريكية أجريت على تسع متسابقين على الدرّاجات أن شرب الحليب منخفض الدسم مع الكاكاو أدى إلى إعطاء المتسابقين مدة أكثر بـ 50% قبل أن يتعبوا مقارنة بزمن تعبهم عند استخدام مشروبات الطاقة، مع العلم أن مشروبات الطاقة كانت تحوي نفس كمية السكر والبروتين، لكن يبدو أن امتصاص السكر والبروتين من الحليب كان أفضل.

مواضيع لها علاقة:

نظام الحمية وتنظيف الجسم الخاص بموقع أخبار الطب