التوائم Twins

التوائم1 - التوائم والخرافات :

ينظر للتوائم دوماً بنوع من الاهتمام عن بقية المواليد وبغرابة ببعض ثقافات العالَم حيث تُنبذ أو تُؤلَّه أم التوائم ، ففي الهند مثلا تعتبر غير عفيفة دون أي تهمة لاعتقادهم بعدم قدرة الرجل على إنجاب أكثر من طفل، وبجنوب أفريقيا تقوم بعض القبائل بقطع أحد خصيتي الأب الذي تنجب امرأته توأماً كي لا يتكرر ذلك ، ويقتل أحد التوأمين ببعض أنحاء العالم , أو يخاف منهم لاعتقاد أنهم ذوو قدرات خارقة كالنصر بالحروب أو إنزال المطر ، وفي غينيا يعتقدون أن سبب حمل التوأم هو تناول الأم قرنا موز من نفس العنقود الموزي (ملتصقتان معاً ) . و في قبائل الباغاندا بأفريقيا الوسطى يعتقد أن آباء التوائم لديهم زيادة خصوبة لدرجة إمكانهم زيادة الغلال الزراعية . وفي غينيا الجديدة يقدس التوأم الحي إذا توفي أخوه ويحجز عن بعض الأطعمة ويزين بخرز أبيض .

2 - بعض مشاهير من التوائم :
1- كاستور و بوللوكس : بطلان في الميثولوجيا الإغريقية ابنا ملك الآلهة زيوس و أمهما ليدا وأختهما هيلين صاحبة حصان طروادة في جنق قلعة بتركيا .
2- العيص Esau (عيصو ) والنبي يعقوب Jacob  (ص) ( إسرائيل روح الله ) هما ابنا اسحق ( ص) بن إبراهيم عليه السلام أمهما رفقة و هي بنت ابن عم اسحق ( ص ) , حيث كان عيصو تصالح مع يعقوب بعد عودته ( أي يعقوب ) لأرض فلسطين من بابل , و يعقوب ( ص ) هو والد لـ 12 صبيا الذين أحدهم هو يوسف عليه السلام الذي ذكر في القرآن الكريم بسورة كاملة وفي الكتب السماوية الأخرى .
3- راميهلوس و ريمهس اللذان اكتشفا روما في الميثيولوجيا الرومانية .
4- فيولا و سيبستيان .
3 - نسبة الحدوث و الأسباب
في بريطانيا 1/87 تقريباً للثنائي ، وللثلاثي 1/(87)2 ، وللرباعي 1/(87)3 ، وهذه الأرقام تتغير باسباب مختلفة منها تناول محرضات الاباضة . وجغرافيا ففي نيجيريا تزداد حوالي 10.1% حمول متعددة الأجنة وعرقيا ففي الزنوج النسبة أعلى في التوائم غير الحقيقية و في اليابان تقل النسب . ( أما التوائم الحقيقية فتبقى النسبة ثابتة وهي 3/1000 ) .
تزداد النسبة للتوأم غير الحقيقي بعد الحمل الثاني وبتقدم عمر الأم ، وبانخفاض المستوى الاجتماعي ، وبحدوث قصة عائلية للحمل التوأمي لاعتقاد وجود وراثة مقهورة لتوريث كل ذلك في التوأم غير الحقيقي .وبعد التوقف عن استخدام الحبوب المانعة للحمل بعد استخدامها لأكثر من 6 شهور .كما تزداد التوأم السيامي ( الملتصق ) في جنوب أقريقيا
4 -  التوائم الحقيقية و غير الحقيقية ( وحيد البيضة و ثنائي البيضة ) :
·         تكون التوائم الحقيقية من نفس الجنس (مع استثناءات خاصة نادرة) ونفس المظهر ونفس تجعدات ولفات الشعر والتركيب النسيجي والتوزع ولون البشرة والعيون والبصمات وأشكال الأسنان والنموذج الحدقي ونفس شكل وهيئة وتركيب ووضع الأذن وشكل الأسنان ومتشابهون بالوزن والطول بشكل شديد . وثلثا التوائم الحقيقية تملك نفس الكوريون والزمر الدموية ، و نموذج التوعية الشبكية والهابتوغلوبين والفوسفوغلوميوتاز و أجهزة الترانسفرين .
·         لا تعتبر دوما المشيمة الوحيدة في التوأم دليلا على التوأم الحقيقي فأكثر من 75% منها تعود لتوأم غير حقيقي عندما تكون ثنائية الكوريون .
·         التوائم الثلاثية قد تكون وحيدة أو ثنائية أو ثلاثية البويضة .
·         اختلاف الجنس يدل غالبا على بيضتين ، أما الغشاء الكوريوني الواحد فيدل غالبا على بيضة واحدة بغض النظر عن الغشاء الامينوسي .
·         من الخطأ الافتراض أن التوائم من نفس الجنس ومن نفس المشيمة هي من بيضة ملقحة واحدة ، حيث أظهرت اختبارات الـ Human Leukocyte Antigen   ( HLA) أن التوائم وإن كانت من نفس الجنس قد تم الحمل بهما من آباء مختلفين  في بعض الثقافات الغربية أو عند الهنود ( إباضتين ) .
5 - وزن الولادة والعمر الحملي : يختلف حسب نوع التوائم وعددها ويمكن الاستئناس بالجدول التالي :
 
التوأم الثنائي
التوأم الثلاثي
التوأم الرباعي
متوسط وزن الولادة
2395 غ
1818 غ
1395 غ
متوسط العمر الحملي
262 يوم
247 يوم
237 يوم
6 - صعوبات الحمل والولادة :
يزداد في الحمل والولادة التوأمية نسبة ما يلي :
·         وفيات ما حول الولادة للتوائم الحقيقية أعلى بـ 8 مرات عن الحمل الوحيد وبـ 4 مرات عن التوائم غير الحقيقية .
·         استسقاء السائل الأمينوسي أعلى بـ 16 مرة في الحمل الوحيد .
·         الانسمام الحملي وارتكاز المشيمة المعيب .
·         نزوف ما قبل الولادة .
·         انسدال الحبل الصري .
·         المخاض الباكر .
·         العطالات الرحمية .
·         التشوهات خاصة التوائم ذات الكوريون الواحد .
·         المجيء المعيب ( 47% قمي كلاهما و37% أحدهما مقعدي و8% كلاهما مقعدي ) .
·         تناذر انتقال الدم يؤدي لاحمرار دم في أحدهما و فقر الدم في الآخر ( عيصو ويعقوب ( ص ) مثال على ذلك ) والأصغر وزنا غالبا هو المتبرع والأكبر وزنا يتعرض لليرقان .
ينقص في الحمل والولادة التوأمية ما يلي :
·         المعدل الوسطي لعمر الحمل للتوائم الحقيقية عنه في التوائم غير الحقيقية .
·         سكر الدم عند الوليد يتناسب حدوثه طردا مع وزن الوليد .
7- مشاكل الأسرة والإنذار ما بعد الحمل والولادة :
-         تتسرع كهولة الأم لكونها صاحبة أسرة كبيرة العدد مع تعب الأم والأب .
-         صعوبة الترابط بين الأم والتوأم خاصة إذا دخل أحدهما للعناية بالمشفى والآخر بالمنزل .
-         صعوبة تخصيص وقت مناسب للتوأم لخدمتهما .
-         نقصان معدل الذكاءIQ  وزيادة نسبة حدوث الشلل الدماغي عند التوأم ( من أصل 651 مصاب بالشلل الدماغي كان التوائم فيهم 8,4 % والباقين غير توائم ) و ( من أصل 729 مصاب بالتخلف العقلي كان التوائم فيهم 3,8 % ) .
-         كلما نقص الوزن ازداد احتمال الشلل الدماغي .
-         إذا أصيب أحدهما بالشلل الدماغي فاحتمال واحد من أصل اثنان أن يكون الآخر ميتا ، وإذا نجا من الموت يبقى معتلا في أول 3 سنوات من حياته .
-         يبرز سوء التواصل اللغوي بشكل واضح عند التوائم وبالأخص عند الأصغر حيث يكون التكلم غير واضح ومتأخر .
-         تختلف آراء المؤلفين حول نقص الـ IQ ( معدل الذكاء ) لديهم خاصة عند دراسة الروائز اللغوية التي تشمل ( اختبار الـ 11 Plus ) والتي تضم اختبار الكلمات المتقاطعة والمترادفات والـ Puzzles والسودكو وحل المشكلات وأسئلة الخيارات والرياضيات وعلوم التشابه والتنافر Analogy وعلم الحرف والرقم عند العثمانيين والعرب ، وحباسة رمضان الأفقية الفراغية ، ولكن بالعموم هي عند التوائم دون المعدل .
-         لم نتمكن من تفسير ذلك بالاعتماد على عمر الأم أو تسلسل الولادة أو حجم الأسرة أو دخلها المادي أو وزن المولود أو عمر الحمل ولكنه يعود غالبا لظروف ما بعد الولادة أكثر مما يعود لظروف ما فبلها .
-         يمكن تفسير تأخر التوائم بالتكلم بأنهم يتعلمون لغتهم الخاصة بهم لكونهم يعيشون معا ولا يتواصلون مع أقرانهم الأطفال العاديين الذين يتواصلون مع البالغين ، كما أن انشغال الأم بأحدهما يمنعها عن الانشغال بالآخر فسبحان من لا يشغله شأن عن شأن .
-         اليسراوية  ( الشخص الأعسر ) أكثر شيوعا وكذلك التأتأة .
8 - الأمراض والمشاكل المصادفة :
يبقى التوأم الأصغر عادة هو الأصغر طيلة الطفولة ، وإذا كان أحدهما لديه أحد الأمراض التالية فالآخر لديه خطورة الإصابة بها أيضا :
- نسبة التشوهات القلبية أعلى بـ /5/ مرات عند التوائم الحقيقية مقارنة بالتوائم غير الحقيقية .
- نسبة تشوه شفة الأرنب أيضا أعلى سواء ترافقت مع سقف حنك مشقوق أم لا .
- نسبة ورم ديلمز وارومات النخاع وأرومات الشبكية وكلها  أورام خبيثة وسرطان الدم وداء ليتررسيوي Letterer Siwe ( احد أمراض الجهاز الشبكي البطاني المعروفة بـ Hisocytosis-x ) أعلى أيضا .
- وصف Beal في استرايا وفاة غير مفسرة لتوأمين وحيدي البيضة توفيا بنفس الليلة بعمر 5 شهور .
9 - مشكلات الأم :
بينما يُسعد الأب ( أحيانا ) فإن الأم ( غالبا ) تتوجس أثناء الحمل وتخاف عند الولادة وتكتئب بعدها لدرجة أن بعضهن يُؤَمّـِنُون في شركات التأمين ضد خطورة التوائم عند تشخيصها أثناء الحمل في بعض الثقافات ، ولكن أهم مشكلات الأم ما يلي :
-         مشاكل التغذية والغسيل والشعور بالذنب .
-         أن أحدهما مشاغب أو نقاقا أو متخلف يثير الشفقة أو كلاهما فيغار الآخر لذلك .
-         ذهاب أحدهما للمشفى أو عقابه يؤدي لاضطراب الآخر وأمهما .
-         يجب ألا تتجنب الأم الغيرة دوما من أحدهما تجاه الآخر فهي سلوك غير مَرضي لحد معين وأحيانا قد يكون طبيعي فمن الممكن إعطاء هدية لأحدهما دون الآخر ودون أن يغار إذا علم أن دوره قادم دون محاباة أو محسوبية أو أولوية .
-         المشاكل المادية : وتتمثل بصعوبة شراء أو بيع أغراض التوائم من ألبسة ومفروشات وغيره كما حث كثير من الأخصائيين على تغيير أنواع وألوان الملابس والألعاب بينهما كي يكون لكل واحد تميزه وتملكه دون الاكتراث بفضول بعض الأهل الفضوليين .
-         المشاكل بالإطعام : تتمثل في توقيت أو نوعية طعام الاثنين عندما يصرخ كلاهما جائعا أو أحدهما والآخر نائم علما أنه في مرحلة الرضاعة يجب إرضاعهما معا من كلا الثديين بنفس الوقت مع التناوب بين الثديين أثناء الوجبة والبدء بالتناوب بأحد الثديين لكل منهما بالوجبة التالية .
أما إطعام الأغذية السميكة فتعطى من صحن وملعقة واحدة لكليهما ( إلا في حالات خاصة ) .
-         المشاكل في التحميم : أشار Mark Twain لمشكلة في تنظيف التوائم فقد كتب قائلا (لقد اختلطت مع توأمي بالحمام عندما كنت بعمر أسبوعين وغرق أحدنا ولكن لم تعرف أمي أيا منّا من الآخر ) .
10 – المشاكل النفسية :
لا يمكن فصل تأثير البيئة عن الوراثة بالدراسة النفسية للتوائم ولكن :
-         تعود اختلافاتهم بالدرجة الأولى لمواقف الآباء منهما ولظروف ما بعد الولادة ( أي البيئة ) أكثر مما قبلها ( أي الوراثة ) .
-         إصابة التوائم بالعصاب Neurosis وهو غالبا من نوع عصاب القلق Anxiety دون اصابة الشخصية .
-         لا توجد فروق بين وحيدي البيضة وثنائيها بالنسبة لمشكلات التوائم اليافعين وانحرافهم مما يدعو لتأكيد تأثيرات البيئية كمسبب أساسي ولكن جرائم ومشكلات البالغبن أكثر انسجاما مع التوائم وحيدي البيضة حيث أظهرت دراستهم في بعض الدول تأهب وراثي لللواطة وباختصار فإن مشاكل اليافع بيئية بينما البالغ ورائية .
-         الفصام Schizophrenia أكثر بـ 42 مرة عند التوائم وحيدي البيضة مقارنة بغير التوائم في المجتمع عموما عند التوائم وحيدي البيضة بينما هو أكثر بـ 9 مرات فقط عند ثنائيي البيضة مقارنة بغير التوائم في المجتمع أيضا .
-         يميل التوائم لكونه انطوائي وجبان ويحب العزلة ومعظمهم أقل زواجا ومع ذلك يجب فصلهما بالمدرسة كل في صف لإنقاص الغيرة والتنافس . لوحظ فروق بينهما فالأول ولادة أكثر نضجا وقيادة ومسؤولية وطموحا بينما الآخر أكثر مرحا ولامبالاة وخلوا من الهم ولطفا ولكنه بنفس الوقت أكثر عنادا .
التوأمة تزيد ربط التوأمين معا من جهة وتنقص ربطهما معا بوالديهما من جهة أخرى ؛ لذا على الوالدين أن يعطيا الفرصة لكل منهما على حدة بأن يخرج معهما لوحدة إما مع الأب تارة ومع الأم أخرى ليعاملا كفردين مستقلين لا كفرد واحد رغم وجوب بقاء علاقة التوأمة ضمن عقل الأبوين وحسابهما ووجدانهما للتأكيد على الفروق الشخصية فيما بعد البلوغ كالزواج والتملك والشهادات .
 
تأليف
الدكتور محمد سعد شايب
أخصائي بأمراض الأطفال والرضع وحديث الولادة
مدرس في جامعة حلب