اكتشاف جديد: الآلية التي تسبب آلام الظهر وكيفيّة منع حدوثها

كيف تحدث آلام الظهرإيفارمانيوز) - صحيح أنّ الإجراءات الطبيّة التي تستهدف آلام الظهر واسعة جداً، وصحيح أنّ الخيارات كثيرة بين مسكّنات الألم وحبوب الإلتهاب والمساجات والعلاج الفيزيائي والتدخّلات الجراحيّة وغيرها، إلا أنّ هذه الإجراءات جميعها تغفل الآليّات البيولوجيّة الحقيقيّة التي تؤدّي لآلام الظهر، ومن هنا تأتي أهميّة الدراسة الجديدة التي كشفت عن إحدى هذه الآليّات وابتكرت دواءً لمنع حدوثها. إذ كشف باحثون إيطاليون في الجامعة الكاثوليكيّة في روما آليّة هامة مسؤولة عن آلام أسفل الظهر وغيرها من المشاكل التي تحصل في العمود الفقري، وذلك من خلال تحديدهم لجزيء خلوي يسبب تفسّخ العمود الفقري مع التقدّم في العمر، وقد طوّروا عقاراً تجريبياً يمنع هذه الآليّة التفسخيّة من خلال إقفال المستقبلات الموجودة في هذا الجزيء.


فبحسب الدراسة التي نشرت في مجلّة Spine فإنّ التقدّم بالعمر والسمنة ونمط الحياة غير الصحي يسبب تفسّخاً في الأقراص التي بين الفقرات مما يؤدّي إلى تصلّب في العمود الفقري، وإنّ هذه الآليّة التفسخيّة مسؤولة بشكل رئيسي عن آلام أسفل الظهر المزمنة وآلام الرقبة، وإن منع حدوثها سيقي ملايين البشر من معاناتهم مع آلام الظهر.

ولإجراء هذه الدراسة قام الباحثون بمراقبة فئران تم تعديلها وراثياً لكي تشيخ سريعاً، حيث أنّ معدل حياة الفئران حوالي عامين، أما هذه الفئران المعدلة وراثياً فهي تعيش حوالي ثمانية أشهر، لذا فإنّ ذلك يجعلها تحاكي عمليّة التفسّخ التي تصيب العمود الفقري عند كبار السن، ثمّ قاموا بتجربة عقارهم الجديد على هذه الفئران وخلصوا إلى نتائج مبشرّة.

يقول الدكتور "ناستو" أحد القائمين على الدراسة: "في دراستنا قمنا بتطوير دواءً محدداً يستطيع أن يمنع عمل الجزيئات الخلوية المسؤولة عن التفسّخ، وقد تمّ اختبار هذا الدواء بنجاح من قبل علماء أمريكيين على حيوانات تجريبيّة"

وبعد إتمام هذه التجارب، يكون هذا العقار قد دخل في مرحلته التجريبيّة الأولى من أجل اعتماده كدواء مرخّص في محاربة آلام الظهر، إذ تعتبر هذه الآلام أحد الأسباب الرئيسيّة لخسارة العمل والعجز عند البالغين، وهي من أكثر الأعراض شيوعاً بين الناس.