الطاقة الكامنة في النفس البشرية

تصنيف أولي: 

الطاقة والإنسانإننا نتطلع إلى السعادة كهدف ونبحث عنها , لكن السعادة ليست هدفاً في ذاتها أنها نتائج أعمالنا لما نحب, وتواصلنا مع الآخرين بصدق . إن السعادة تكمن في تكوين ذاتك , تكمن في صنع قراراتك بنفسك .

 

أن تعمل ما تريد لأنك تريده , أن تعيش حياتك مستمتعا بكل لحظة فيها , إنها تكمن في تحقيق استقلاليتك عن الآخرين وسماحك للآخرين أن يستمتعوا بحرياتهم أن تبحث عن الأفضل في نفسك وفي العالم من حولك . انه لمن السهل أن تسير في الاتجاه المعاكس وان تتشبث بفكرة أن الآخرين ينبغي أن يكون غاية اهتمامهم أنت  , أن تلقي بالملامة على الآخرين وتتحكم بهم عندما تسوء الأمور ,  أن لا تكون مخلصا وتنهمك عبثا في العلاقات والأعمال بدلا من الالتزامات أن تحيى على هامش حياة الآخرين لا في قلب أحداث حياتك الخاصة انك في الواقع تعيش حياة غير سعيدة عندما لا تحيى حياتك على سجيتها حيث ينتابك إحساس بان حياتك لا غاية لها ولا معنى لها , وان معناها الحقيقي يفقد مضمونه عندما تتفقده عن قرب وبدقة. أنه لمن المفترض أن حياتك قد خلقت لتكون لك إن حياتك قد وهبت لك كي تخلق أنت معناها وان لم تسر على النحو الذي ترغبه فلا تلوم إلا نفسك فلا احد مدين لك بأي شيء انك الشخص الوحيد الذي تستطيع إحداث اختلاف في حياتك  .

لك من القوة ما يبقيك راسخا وصلبا لان الدعم الضئيل الذي قد تتلقاه من هنا وهناك لا يعني شيئا ما لم تكن ملتزما بأن تقطع كامل الطريق بمفردك مهما واجهت من مصاعب .  إن أيا من العهود التي يقطعها لك الآخرون على أنفسهم ليس لها من القوة ما يمكنها من إحداث ذلك الاختلاف إن لديك القدرة أن تتغلب على كل العوائق تقريبا لو استطعت أن تواجه الحياة بشكل مباشر وأنت كإنسان تريد أن تحيى حياة هانئة سيتحتم عليك أن تجتاز الكثير من مثل هذه العوائق طوال الوقت إن أول شيء يلزمك التغلب عليه هو ذلك الاعتقاد السخيف بان هنالك من سيدخل حياتك كي يحدث لك كل التغيرات اللازمة فلا تعتمد على أي شخص قد يأتي لينقذك ويمنحك الدفعة الكبرى لكي تنطلق ويهزم أعدائك ويناصرك ويمنحك الدعم اللازم , ويدرك قيمتك ويفتح لك أبواب الحياة انك الشخص الوحيد الذي يمكنه أن يلعب دور المنقذ الذي سوف يحرر حياتك من قيودها وإلا سوف تبقى حياتك ترسخ في أغلالها  وهنا تكمن العلاقة بين الطاقة الكامنة في نفسك وإمكانية استخدام هذه الطاقة بالقدر الذي تحتاجه

 التحلي بأكبر قدر من الثقة بالنفس

الإنسان بحاجة دائمة إلى الثقة بنفسه من جهة،ثم الثقة بان يقوم به له قيمة من جهة أخرى.والثقة بالنفس هي الميكانزم الأساسي الذي يحصن الإنسان ضد الفشل لان الإنسان متى فقد الثقة في نفسه أو في إبداعه فعندئذ لا يستطيع أن يستمر أو ينهض بمشروعات وأعمال. إن الثقة بالنفس ليست الغرور أو المبالغة في تقدير الذات وليس احتقار الذات أو الإقلال منها بل القصد من ذلك هي الركيزة الأساسية التي تحقق توازن الشخصية وسويتها وصحتها النفسية ".والشخص الذي يتمتع بالثقة في النفس تبدو عليه عدة ظواهر ايجابية ألا وهي

1 -وضوح الرؤيا:فالشخص الواثق من نفسه هو شخص يعرف طريقه جيدا فلا ثقة في النفس لإنسان يجهل الواقع الذي يريده أو للإنسان المتخبط الذي يسير على غير هدى أو الذي تحكمه عوامل الصدفه

2 - التوازن النفسي:والشخص المتمتع بالثقة في النفس يتمتع أيضا بالاتزان النفسي فهو لا يكون فاتر الأحاسيس عديم الانفعالات من جهة هو متوتر،عصبي المزاج كثير الهياج من جهة أخرى

3 - قوة الإرادة:هي صفة يحوزها الواثق من نفسه فالشخص الواثق من نفسه يستطيع أن يضع خططا لطموحه وتكون قابلة للتنفيذ،أن الشخص الواثق من نفسه يعمد إلى تنفيذ الخطط التي وضعها عن طريق تمتعه بقوة الإرادة والعزيمة التي لا تلين.

التأمل والتفكر

هو برنامج لكشف الطاقة الكامنة للإنسان ، حيث إن التدريب على التأمل هو أحد أهم وسائل هذا الفن والذي يجعل الإنسان قادراً على العمل بانسجام مع قوانين الطبيعة، وبالتالي يسهل عليه إنجاز عمله بشكل صحيح وتلقائي و هذا من شأنه أن يؤدى إلى النجاح . والتقدم التكنولوجي المذهل في العالم لم يستطع أن يعطى الإنسان الطمأنينة والسعادة التي يحتاجها، بل بالعكس، لقد أدت التعقيدات التكنولوجية إلى تعقيدات أيضاً على مستوى حياة الإنسان بشكل عام. وإذا نظرنا حولنا فسنجد أننا نواجه في معظم الأحيان حائطا مسدودا وإن كثيرا من المجتمعات في العالم كله تعاني من مشاكل كثيرة في مجال الاقتصاد والصحة والبيئة والتربية والثقافة والإدارة وغيرها.رغم أن التطور العلمي والتكنولوجي هو شيء ضروري في هذا العصر و لكن هذا التطور يجعلنا نعيش بنمط سريع يؤدى إلى الإرهاق والتعب والضغوط النفسية ،ومن هنا نجد أن الوقت مناسب لظهور فن السيطرة ودوره في مساعدة المتدربين على التأقلم مع كل المتغيرات الخارجية المحيطة بهم حيث نلجأ لأجمل أصوات الطبيعة الموسيقية.... [ صوت البحر – المحيط – الطيور–الخ ] مما يهيئ للمتدربين جواً يساعدهم على الاسترخاء .ولقد اهتم العلماء في الآونة الأخيرة بهذا الموضوع ، خصوصا بعد أن ثبت بأن النشاط المعرفي والانفعالي للإنسان له أثر مباشر على مقاومته الطبيعية للأمراض الجسمية ، واتضح من مئات التجارب والأبحاث أن الضغوط النفسية المزمنة المصاحبة للحزن والاكتئاب والقلق والإحساس بالوحدة القاتلة ومقدار الثقة بالنفس ، تؤثر تأثيرا بالغا على مقاومة الإنسان للأمراض الجرثومية وحتى السرطان فهذا الضغط النفسي المزمن يجعل الغدد الكظرية تزيد من إفرازها للهرمونات المحتوية علي مادة الكورتيزون التي تقلل من نشاط المقاومة الطبيعية . إن الإرشادات التي تُطلب من المتدرب تنفيذها تبدو بسيطة ولكن نتائجها سريعة المفعول. حيث يُطلب منك أن تجلس جلسة مريحة في مكان هادئ باسترخاء جسمي شامل وتغمض عينيك وتتنفس بعمق وهدوء ، مركزاً ذهنك في عملية التنفس هذه كما يُطلب منك أيضاً أن تختار كلمة أو جملة قصيرة من مفاهيمك الإيمانية أو الإنسانية وترددها متفكرا في معانيها كلما أخرجت الهواء من رئتيك . لقد وُجد أن ترديد هذه العبارات ذات المعنى والقيمة الإنسانية لدى الشخص المتأمل أو تفكره في صورة ذهنية لإحدى مفاهيمه الإيمانية يساعد على تعميق تفكره وسرعة علاجه للأمور .....................

بشير حسن بدور

Basher.b@hotmail.com